هذا المقال جزء من
الحصول على التمويل في الأردن
يُمكن القول أن إنشاء مشروع تجاريّ ناجح قد يستغرق وقتًا طويلًا، لا سيما أن هذه العملية قد تتخللها العديد من الصعوبات رغم أن هذا المشروع قد يكون مشروعًا مربحًا ويحقق فوائد جمةً. تتمثل أكثر الصعوبات التي قد يواجهها روّاد الأعمال في بداية مسيرتهم في محدودية الفرص الرامية إلى الحصول على التمويل. ومن ناحيةٍ أخرى، من الأهمية بمكان أن يُدرك روّاد الأعمال حقيقةً مفادها أنه ليس بالضرورة الحصول على التمويل الخارجي في المراحل الأولى من تشغيل أي شركة ناشئة؛ إذ من الممكن أن يتسبب ذلك- في بعض الأحيان- في عرقلة مسيرة نموّها وتطورها بشكلٍ كبيرٍ.
انطلاقًا من ذلك، ينبغي عليك كرائد أعمال، في المراحل الأولى من تشغيل شركتك الناشئة، أن تصبّ جُلَّ تركيزك على ما ستقدّمه من منتجات وخدمات مميزة، فضلًا عن التركيز على استثمار ما تملكه حاليًا من أموال ووقت وموارد أخرى في تطوير ما تقدّمه من منتجات وخدمات والارتقاء بها بدلًا من تركيز جهودك على البحث عن مصدر التمويل التالي؛ إذ يعد ذلك عاملًا مهمًا لاستقطاب المستثمرين.
عند الحديث عن التمويل الخارجيّ، لا يَسعنا القول إلا أنه ينطوي كذلك على عددٍ من التحديات والمخاطر. وعليه، ينبغي عليك كرائد أعمال لتجنب هذه المخاطر، وتوفير المال والوقت والجهد والصدمات، تطبيق خطة مُحكمة التنظيم ليتسنى لك تطوير شركتك الناشئة والنهوض بها.
وفي ظلّ عدم وجود دليل عام يُوضّح الخطوات التي ينبغي عليك اتّباعها كرائد أعمال، يُمكنك الاستفادة من الإجراءات التالية ذكرها لمعرفة ما يتوجب عليك فعله:
1. التحقق من الأفكار والتثبت من مدى نجاعتها
في سياق حديثنا هذا، يُمكن القول أن الشركات الناشئة هي نِتاج حصيلةٍ من الأفكار التي كانت تجول في خَلد روّاد الأعمال ويبدوا أنها كانت مقنعةً تمامًا بالنسبة لهم؛ حيث يُمكن أن تُبنى هذه الأفكار أو المقترحات على مستويات مختلفة من الخبرات السابقة والمعرفة والفهم. وكونك رائد أعمال، ينبغي عليك أولًا التحقق من الأفكار المتعلقة بالأعمال التي ستنفذها والتثبت من مدى نجاعتها قبل الشروع فعليًا في تأسيس شركتك الناشئة أو التعهّد بتنفيذ أي التزامات، لا سيما الالتزامات المالية. يُمكن التحقق من الأفكار والتثبت من مدى نجاعتها بكل سهولة ويُسر وذلك من خلال دراسة بحوث السوق الشاملة المتوفرة على شبكة الإنترنت ومراجعتها بدقة، وجمع الملاحظات من الشبكة المحيطة بك و/أو تلك التي تُقدّمها الجهات الفاعلة في السوق؛ إذ ينبغي عليك كرائد أعمال التركيز على إجراء المقابلات والتباحث مع الجهات الفاعلة في السوق التي تتمتع بخبرة ودراية واسعة (روّاد الأفكار، والمشاريع والشركات الناجحة، والمنافسون المستقبليون، وغيرهم) إضافةً إلى العملاء المحتملين بُغية تقييم مدى ملائمة أفكارك وتوافقها مع السوق قبل الشروع في تنفيذها على أرض الواقع.
2. تقييم الفرص المتاحة
يُمكن أن تتمخض الأفكار التي تجول في ذهنك كرائد أعمال، في نهاية المطاف، عن مشروع مُجدٍ وناجعٍ يُمكنه تحقيق الازدهار والتطور، بَيْدَ أنه ينبغي عليك، قبل الشروع في ترجمة هذه الأفكار إلى واقع ملموس، التأكّد من مدى قدرتها على تحقيق إيرادات كافية والصمود في وجه التقلّبات التي يشهدها السوق قبل أن تعمد إلى استثمار وقتك وتوظيف الأموال المقدمة لك من أطراف أخرى في هذه المشاريع. ومما ينبغي عليك أيضًا أخذه بالحسبان أنه يُمكن لمنافسيك الذي يتمتعون بقدٍر أكبرٍ من القوة في هذا المجال طرح المنتجات أو الخدمات ذاتها التي تقّدمها بوقت أسرع وتكلفة أقل ولشريحة أوسع من العملاء. وعليه، ينبغي عليك تقييم فرص حدوث مثل هذا النوع من المنافسة، ولا سيما تقييم المخاطر التي يفرضها ذلك والتي من شأنها أن تشكل تهديدًا على أفكارك ومشاريعك.
انطلاقًا من ذلك، يُستحسّن بك كرائد أعمال أن تعكف على تحليل وضع منافسيك في السوق ودراسته مليًا (الشركات والمشاريع والمؤسسات الأخرى التي تُقدّم المنتجات والخدمات ذاتها) بُغية بلورة فهم أوضح حول ما يمُكن أن ينطوي أو لا ينطوي عليه هذا النوع من المنافسة، وكيف يُمكن لشركتك الناشئة رأب الصدع أو طرح منتجات وخدمات ذات جودة أفضل من تلك التي تُقدّمها الشركات المنافسة.
3. تقييم المتطلبات
إذا رأيت أن ما ستطرحه من منتجات أو خدمات يُمكن أن يحقق نجاحًا في السوق، ينبغي عليك عندئذٍ إجراء تقييم شامل للمتطلبات اللازمة لترجمة أفكارك إلى مشاريع تجارية أو مالية أو أيًا كانت طبيعتها، كما ينبغي عليك أيضّا البحث عن إجابات مقنعة للأسئلة التي يَرد ذِكرها تاليًا قُبيل الشروع في استثمار ما تملكه من وقت ومال وموارد في ذلك.
🗹 |
ما مقدار التمويل الذي أحتاجه، كرائد أعمال، لترجمة أفكاري إلى مشاريع على أرض الواقع، بما يشمل التمويل اللازم لإعداد نموذج أوليّ للمنتجات والخدمات التي سأقدمها؟ وهل حقًا أملك رأس المال اللازم للتشغيل التمهيدي للمشروع/الشركة؟ في حال كنت لا أملك التمويل اللازم لذلك، ما المصادر التي يُمكنني من خلالها الحصول على التمويل اللازم؟ |
|
🗹 |
هل يَسعُني أن أخصص بعض الوقت للعمل على ترجمة أفكاري إلى مشاريع على أرض الواقع، في بادئ الأمر على أقل تقدير، أم يجب عليّ أن أتفرغ تمامًا وأخصص كل وقتي لذلك؟ |
🗹 |
ما المستهدفات التي أصبو إلى تحقيقها؟ وكم يلزمني من الوقت لتحقيقها قبل الانتهاء من العملية؟ |
🗹 |
هل أحتاج إلى مؤسس شريك أو فريق عمل أم باستطاعتي إدارة شركتي الناشئة بنفسي في بادئ الأمر على أقل تقدير؟ |
🗹 |
ما المسائل القانونية التي ينبغي عليّ مراعاتها، بما يشمل تلك المسائل المتعلقة بتسجيل الشركة أو استصدار التراخيص؟ |
4. البدء في تنفيذ الأفكار
إذا رأيت أنك قادر على استيفاء كافة المتطلبات والعناصر التي تُخوّلك الانتقال إلى مرحلة تنفيذ أفكارك في السوق، يَسعُك عندئذٍ الشروع في ترجمة هذه الأفكار إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع.
5. اختيار المُسرّعات أو الحاضنات المناسبة
في هذه المرحلة، يُمكنك كرائد أعمال الاستفادة من الدعم والتوجيه المتاح ليتسنّى لك ترجمة أفكارك للخروج بمنتجات وخدمات حقيقية، فينبغي عليك تحديد فيما إذا كنت ستعمد إلى الاستعانة بالبرامج التي تُقدّمها المُسرّعات أم بالبرامج التي تُقدّمها الحاضنات . وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المُسرّعات والحاضنات تعمل على تقديم الدعم اللازم لك ومساعدتك على ترجمة أفكارك إلى واقع ملموس، كما تُزودك بالخبرات المخصصة التي تناسبك، وتوجهك نحو إيجاد فرص التمويل المناسبة، ناهيك عن تقديم الدعم اللازم لك بشتى أنواعه. وعليه، ينبغي عليك كرائد أعمال إجراء البحث والتقصّي اللازم عن هذه الكيانات قبل التقديم لها بُغية تحديد ما يُمكنها أن تضيفه لشركتك الناشئة من منافع ومزايا.
6. تصميم المنتج الأساسي (منتج الحدّ الأدنى)
ثمة حاجة تستدعي أن تعمد إلى تصميم نموذج أولي للمنتجات التي ستقدّمها أو تصميم المنتج الأساسيّ الذي يُطلق عليه اسم "منتج الحدّ الأدنى"؛ حيث يُمكن تعريف هذا المنتج على أنه منتج أساسيّ يسمح لك بتكوين فكرة أولية من الملاحظات والتعقيبات التي يقدمها العملاء عن هذا المنتج ويُتيح لك الفرصة لتقييم ما إذا كانت أفكارك تسير على النحو المخطط له. هذا ويجب أن ينطوي تصميم المنتج الأساسي أو ما يُسمى بمنتج الحد الأدنى على أقل قدرٍ من التكلفة وأن يكون قادرًا على التكيّف بسرعة بما يتماشى والمتطلبات التي تفرضها الأسواق. ومما يجدر بنا ذكره في هذا السياق أن أهمية هذا المنتج لا تقتصر على تمكينك من بلورة فهم واضح لاحتياجات العملاء فحسب، بل يساعدك أيضًا على الإثبات للمستثمرين وأصحاب المصلحة المعنيين أنَّك تملك منتجًا يستهوي عددًا كافٍ من الزبائن ليكون بمثابة الأساس الذي سيساهم في إنجاح المشروع/الشركة.
7. إنشاء قاعدة العملاء
ستحتاج إلى زيادة عدد عملائك حتى يتسنّى لك تحقيق الإيرادات المطلوبة لتُثبت للمستثمرين أنك تسير في المسار الصحيح الذي يوصل شركتك الناشئة إلى تحقيق النمو والتطوّر؛ فكلّما زاد عدد العملاء الذين يتعاملون مع شركتك الناشئة، زادت قيمة الإيرادات المتأتية من الأموال التي يدفعونها لقاء منتجٍ ما وكانت الأفكار التي يقدمونها عنه أكثر قيمةً. وعلى غرار ذلك، سيساعد عدد العملاء المتزايد لشركتك الناشئة في تحديد المقاييس/المؤشرات الأساسية لديها، بما يشمل معرفة ما إذا كان سيعاود العملاء مجددّا (معدّل الاحتفاظ بالعملاء) شراء المنتجات أو الخدمات الأخرى التي ستقدّمها الشركة لهم (البيع المتقاطع/العابر) ومعرفة ما إذا كان سيوافقون على شراء منتجات وخدمات إضافية أو بتكلفة أعلى في حال أقنعتهم الشركة بذلك (رفع المبيعات/زيادة المبيعات). علاوةً على ذلك، ستُقدّم الملاحظات والأفكار الأخرى الواردة من العملاء، مثل: الشكاوى والتوصيات، لشركتك الناشئة معلومات قيّمة ومفيدة؛ إذ تعد هذه المعلومات مهمةً بالنسبة للمستثمرين والمموّلين نظرًا لأنها تساعدهم في تقييم مدى نجاعة المشاريع والأعمال الخاصة بك كرائد أعمال والمسار المتوقع لنموها وتطورها.
8. جمع رأس المال
ستسعى كرائد أعمال، بمجرد إيقانك بنجاعة مشروعك وجدواه وقدرته على تحقيق النمو والتطور، إلى البحث عن مصدر تمويل خارجيّ حتى يتسنّى لك مواصلة مسيرة النمو والتطور هذه. وعليه، إذا كنت، في هذه المرحلة، لا تملك رأس مال كافٍ لتمويل مشاريعك (كما هو الحال بالنسبة للكثير من روّاد الأعمال)، ينبغي عليك عندئذٍ أن تبني تصورّا واضحًا عن قيمة رأس المال اللازمة ولأي غرض تحتاجها.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي عليك كرائد أعمال معرفة قيمة شركتك الناشئة وأي انواع التمويل المختلفة التي تتناسب ووضعك الماليّ وتُمكنّك من تحقيق النمو مستقبلًا، كما ينبغي عيك أن تدرك حقيقةً مفادها أنه لن يكون كل المستثمرين و/أو الاستثمارات عونًا لك لتمكينك من تطوير شركتك الناشئة في نهاية المطاف؛ إذ من الممكن أن يعمد بعض المستثمرين إلى تقديم التوجيه والإرشاد اللازم لك ومساعدتك على الدخول إلى الأسواق في حين يُمكن أن يُنقض البعض الآخر العقود التي أبرموها معك ويطالبوك بشروطٍ قد لا تكون مناسبةً. وبناءً على ذلك، يجدر بك أن تبذل جُلَّ جهودك في إجراء بحث مُكثَّف عن المستثمرين المحتملين، وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، فضلًا عن تحديد المخاطر المرتبطة بالتعامل معهم أو تلك المرتبطة بالموافقة على الالتزام بأي شرط من الشروط التي يُملونها عليك، بما في ذلك التنازل عن بعض حقوق الملكية (الأسهم) والتقليل من الملكية. إن الاجزاء التالية من الدليل - "الأدوات المالية"، و"جمع رأس المال"، و"الإطار الزمني للاستثمار"- يُمكنها أن تساعدك على اكتساب معرفة أكثر حول خيارات التمويل التي ينبغي عليك البحث عنها، فضلًا عن أنواع المستثمرين ومصادر التمويل الفعلية.
لا بدّ من التنويه هنا أن هنالك عدد من المحاور الأخرى المتعلقة بإنشاء عمل تجاري ما والتي ينبغي عليك أن تكون على دراية تامّة بها ومراعاتها خلال رحلتك هذه، وليس بالضرورة أن تكون هذه المحاور متسلسلةً بطبيعتها. وتشمل الآتي:
التشبيك وبناء العلاقات
تُعد عملية التشبيك وبناء والعلاقات مع الأفراد المعنيين (بمن فيهم الأقران، والخبراء البارزين في المجال، وربّما المموّلين) والكيانات ذات الصلة (بما فيها المؤسسات المساندة، مثل: جمعيات الأعمال ، والحاضنات، والمُسرّعات) أمرًا أساسيًا خلال رحلتك في تنمية مشروعك وشركتك الناشئة وتطويرها؛ حيث أنها تساعدك في التحقق من أفكارك والتثبّت من نجاعتها، وتقييم المنافسة، وضمان استغلالك لكافة الفرص المتاحة أمامك، بما يشمل تلك الفرص المرتبطة بجمع رأس المال. وعند الحديث عن الشركات الناشئة، لا سيما تلك التكنولوجية منها، والتي تعمل في سوق دائم التغيّر، يُمكن القول أن عملية التشبيك وبناء العلاقات ستساعدك في المحافظة على مكانة شركتك وتُمكنّها من مواكبة آخر المستجدات. علاوةً على ذلك، ستساعدك عملية التشبيك وبناء العلاقات، إذا كنت من المؤسسين الوحيدين الذين ما زالوا في المراحل الأولى من تأسيس شركاتهم، في العثور على المؤسسين الذين يُمكن أن يشاركوك في التأسيس أو العثور على الكفاءات التي يمكن أن تساعدك في إدارة شركتك وتوسيع نطاق عملها.
الفريق المؤسس
خلال المراحل الأولى من بدء تشغيل أي شركة ناشئة، ينبغي عليك كرئد أعمال وشركائك في التأسيس الانخراط والمشاركة في كافة المحاور التي ينطوي عليها العمل، على نحوٍ يشمل كل من التصميم، وإعداد الميزانية، والتسويق، وجمع رأس المال، والتفاوض على العقود، وما إلى ذلك؛ لذا فإن وجود فريق قوي كشريك في عملية التأسيس منذ المراحل الأولىسيساعدك كثيرًا طيلة هذه الرحلة . ومن الجدير بالذكر أنه لن يكون بمقدورك استقطاب أو تعيين موظفين جُدد لتأدية العديد من المهام آنفة الذكر وذلك نظرًا إلى شُحّ التمويل المُقدّم خلال المراحل الأولى من تشغيل شركتك الناشئة؛ ما يُحتّم عليك أنت وشركائك القيام بعدد من المهام والوظائف في آنٍ واحدٍ. بَيْدَ أن هذه المحاور التي تنطوي عليها إدارة المشاريع والأعمال التجارية قد تكون صعبةً وشاقةً للغاية، لكنها تعد جزءًا من العملية بطبيعة الحال؛ ما يسمح بدوره لك ولشركائك من توفير التكاليف والأموال في الوقت ذاته والانخراط تمامًا في كافة المحاور التي ينطوي عليها عمل شركتك الناشئة.
التسجيل القانوني
تُعد عملية تسجيل شركةٍ ضمن فئة التأسيس المناسبة أمرًا غايةً في الأهمية لضمان نجاحها؛ حيث يُمكن أن يؤثر نوع تسجيل الشركة على كمية التمويل التي يُمكن أن تتلقاها، وهيكل ملكيتها، والضرائب المفروضة عليها، والحد الأدنى من رأس المال المطلوب إيداعه، والالتزامات التي يُمكن أن تترتب عليها في حالة الإفلاس. وعليه، من الأهمية بمكان أن تحرص، كونك المؤسس، على بلورة فهم واضح للمزايا والعيوب التي ينطوي عليها كل نوع من أنواع تسجيل الشركات قُبيل الشروع في تطبيق الإجراءات الرسمية وتسجيل الشركة؛ حيث يُعد "دليل بدء تشغيل الشركات الناشئة" واحدًا من أفضل المصادر التي يُمكنك الاستعانة بها لمساعدتك على بلورة فهم واضح للإجراءات التي تنطوي عليها عملية تسجيل شركةٍ ما.
إعادة التمحوّر نحو تطبيق فكرة مغايرة
ينبغي عليك كرائد أعمال عند الشروع في بناء أفكارك وصياغتها بناءً على الاحتياجات الفعلية للسوق أن تتقبل احتمالية أن أفكارك ومنتجاتك قد تتغير في مرحلةٍ ما؛ مما يعني أنه ينبغي عليك التركيز على مرحلة معينة في المستقبل، إذ أحيانًا تكون هذه المرحلة أقرب مما كنت تعتقد. فقد استهلّت العديد من الشركات الناشئة الكبرى، بما فيها "يوتيوب"، و"سلاك"، و"إير بي إن بي"، وغيرها الكثير، عملها بفكرةٍ ما لكنها ما لبثت- في نهاية المطاف- أن عمدت إلى تغيير هذه الفكرة والتحوّل نحو تطبيق فكرةً أخرى مختلفة تمامًا. عند الحديث عن منصة "سلاك"، بدأت المنصة عملها على اعتبارها شركة تُعنى بمجال المحاكاة قبل أن تتحول إلى منصة إلكترونية تُعنى بالتعاون الجماعيّ لتصل قيمتها عام 2019 إلى 23 مليار دولار أمريكي .
التمويل الذاتي
من أهم النُهج المالية والإدارية التي ينبغي على روّاد الأعمال كافةً أن يكونوا على درايةٍ بها هو نهج التمويل الذاتي وخاصة في المراحل الأولى من تأسيس الشركة الناشئة. . ويقوم هذا النهج على أنه ينبغي عليك أنت وشركائك الاعتماد على ما تملكونه من موارد محدودة أو موارد حالية، بما يشمل المدّخرات والأصول في البداية. وفي ضوء ذلك، يجب عليكـ على اعتبارك المؤسس، بذل قُصارى جهدك وتوظيف أفكارك المبتكرة وبعد بصيرتك من أجل توفير أكبر مبلغ ممكن من المال وتجنّب التنازل عن حصص كبيرة من حقوق الملكية (الأسهم) و/أو الحصول على مبالغ كبيرة من القروض مع الحرص في الوقت ذاته على تنمية شركتك الناشئة وتطويرها. رغم أن مرحلة التمويل الذاتي تُعد متطلبًا أساسيًا لضمان تحقيق النجاح لغالبية الشركات الناشئة، لا تُعتبر هذه المرحلة نهجًا دائمًا؛ لذا ينبغي عليك كرائد أعمال بلورة فكرة واضحة حول الوقت الذي يجب فيه الانتهاء من تطبيق هذا النهج .