شعار
accessibility

التأمين غير الكفؤ على المحاصيل في قطاع الزراعة الأردني


 
 

المقدمة

تلعب الزراعة في الأردن دوراً حاسماً في الاقتصاد والأمن الغذائي، ويشكل عدم فعالية برامج التأمين على المحاصيل عائقاً ملحوظاً، فتم تصميم هذه البرامج لحماية المزارعين من التغير المناخي وندرة المياه والآفات، لكن مع ذلك فإنها لا تحقق أهدافها المقصودة، مما يترك العديد من المزارعين معرضين للخطر والضعف المادي، ويؤدي النقص في الوعي بين المزارعين حول وجود التأمين على المحاصيل (وفوائده) إلى تفاقم هذه المشكلة. تشير الأبحاث إلى أن ما بين 40% إلى 70% من المزارعين في المناطق النامية، بما في ذلك المزارعين في الأردن، يفتقرون إلى المعلومات الأساسية حول خيارات التأمين على المحاصيل، وهو الوضع الذي يتكرر في دراسات، مثل تلك التي أجريت في جمهورية غانا، ويشكّل هذا النقص في الوعي عائقًا هائلًا أمام اعتماد البرامج والاستفادة منها.

 
 

التحديات

إن التغطية التي تقدمها برامج التأمين الحالية في الأردن تفشل في معالجة المخاطر العديدة التي تواجه المزارعين بشكل كامل، ومن الجدير بالذكر أن الجفاف وانتشار الآفات، التي أصبحت شائعة بشكل متزايد بسبب تغير المناخ، لا يتم تغطيتها في كثير من الأحيان. وقد تم تسليط الضوء على هذا التقصير في تقرير البنك الدولي لعام 2017 عن إدارة المخاطر الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي يؤكد عدم تغطية المخاطر في المخططات الحالية بشكل كافي، علاوة على ذلك، يعاني المجتمع الزراعي من التأخير في تسوية مطالبات التأمين، حيث ينتظر بعض المزارعين أكثر من ستة أشهر للتوصل إلى حل، ولا تؤدي هذه التأخيرات إلى فرض ضغوط مالية فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تآكل الثقة في نظام التأمين، مما يزيد من تثبيط المشاركة. وتؤكد أوجه القصور هذه في معالجة المطالبات والتصميم القديم للمخططات القائمة على الحاجة الملحة إلى الإصلاح الشامل.

 
 
 
 

النهج المقترح

ولمواجهة هذه التحديات وتعزيز القدرة الزراعية في الأردن، هناك حاجة إلى العديد من المبادرات الاستراتيجية، فإن تعزيز وعي المزارعين أمر بالغ الأهمية، ويمكن لبرامج التوعية والتثقيف المستهدفة، بالتعاون مع وزارة الزراعة والتعاونيات الزراعية، أن تزيد بشكل كبير من فهم مزايا التأمين على المحاصيل والخيارات المتاحة للمزارعين. وينبغي لهذه الجهود أن تهدف إلى الوصول إلى ما لا يقل عن 70% من المزارعين، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لفهم قطاع التأمين بشكل أفضل. وعلاوة على ذلك، فإن مراجعة نطاق خطط التأمين القائمة أمر بالغ الأهمية، بحيث تشمل تغطية عدد أكبر من المخاطر مثل الجفاف وانتشار الآفات. إن تعديل التعويضات لتعكس التكاليف الفعلية للإنتاج سيضمن أيضًا أن يكون الدعم المقدم للمزارعين كافيًا.

من المهم أيضًا تحسين عملية تسوية المطالبات، فمن خلال الاستثمار في التكنولوجيا والتدريب، ينبغي أن يكون الهدف هو تسريع عملية اتخاذ القرارات لتسوية المطالبات، ومن الأفضل أن يكون ذلك في فترة زمنية لا تزيد عن ثلاثة أشهر. لن يؤدي هذا الأمر إلى تعزيز كفاءة النظام فحسب، بل سيعيد أيضاً بناء الثقة بين المزارعين وشركات التأمين، ويشجّعهم على اعتماد التأمين على المحاصيل على نطاق واسع. وسيتطلب تنفيذ هذه الإصلاحات جهودًا متضافرة من الهيئات الحكومية وشركاء القطاع الخاص والمجتمع الدولي، فإن الفوائد المتوقعة، كزيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين الأمن الغذائي وزيادة الاستقرار الاقتصادي للمجتمعات الزراعية في الأردن، تبرّر هذا الاستثمار. ومن خلال تعزيز نظام تأمين المحاصيل الأكثر فعالية يستطيع الأردن تجهيز مزارعيه بشكل أفضل لمواجهة تحدّيات الزراعة الحديثة وضمان استدامة القطاع في السنوات القادمة.

 
 

مركز الأفكار

قدمنا مجموعة من الحلول الفعّالة لكل من القطاعات الأربعة المختارة كمصدر إلهام، ولكن يتم تشجيع الأصالة والحلول الفريدة بشدة.

يمكنك استخدام هذه الأفكار كنقطة بداية، لكننا نحثك على التفكير خارج نطاق تفكيرك. استعدادًا للهَكَثون، لنطلق معًا بأفكار استثنائية وسباقة وقادرة على إحداث تحوّل نوعي في القطاع الصناعي الأردني. اكتشف الآن