شعار
accessibility

الإمكانات غير المحققة للتعليم في سوق العمل الأردني


 
 

المقدمة

يواجه الأردن تحديات كبيرة في سوق العمل، بما في ذلك ارتفاع بطالة الشباب والفروق بين الجنسين وقلة استخدام برامج التعليم والتدريب التقني والمهني (TVET)، الأمر الذي يستدعي الإصلاح المُلح للنظام. تؤدي السمات المجتمعية حول التدريب المهني بالإضافة للإرشاد غير الكافي والضغط الناجم عن الزملاء إلى خفض إشراك الشباب بشكل كبير في هذه البرامج الهامة. علاوة على ذلك، فإن التنافس الناشئ عن العمال المغتربين بجانب التحديات الاقتصادية، الواضح في إجمالي الناتج المحلي المتدني، يُفاقم هذه الأمور. ومن الأمور التي تضاعف تحديات بطالة الشباب في الأردن المسائل التنظيمية كعدم التوافق بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل، بالإضافة لقدرة القطاع الخاص المحدودة في توفير فرص العمل، فضلًا عن محدودية توفر الوظائف في القطاع العام.

 
 

التحديات

تصف لنا الإحصائيات موقفًا صعبًا: حيث بلغ معدل البطالة في الأردن 24.1% في عام 2021، وبلغ معدل البطالة للشباب لمن تبلغ أعمارهم 15-24 46.1% في الربع الثاني من عام 2022. كما كانت الفوارق بين الجنسين واضحة، حيث بلغ معدل مشاركة النساء ضمن القوى العاملة 14.2% فقط في عام 2022، وبلغ معدل البطالة للشابّات 63.3%. يُشدد وجود العاملين غير الأردنيين في القطاعات الاقتصادية الرئيسية على الحاجة لبرامج التعليم والتدريب التقني والمهني التي تتوافق جيدًا مع الاحتياجات السوقية من أجل تحسين إمكانية توظيف الشباب الأردني. علاوة على ذلك، فإن المناهج القديمة وقلّة توفر المعلمين ذوي الكفاءة من شأنه عرقلة القدرة التأثيرية لدى برامج التعليم والتدريب التقني والمهني، وذلك يؤدي لعدم توافق مستمر لمهارات الخريجين.

وعلى الصعيد الزراعي، فإن تطوير وتعزيز نماذج الزراعة البديلة، مثل الزراعة التعاقدية والتسويق الجماعي، يمكن أن يتيح لصغار المزارعين إمكانية وصول أفضل إلى الأسواق وفوائد واقتصاديات الإنتاج الحجمي،إن أكثر من يتأثر بهذه التحديات هو الشباب الأردني الذي يواجه معدلات رهيبة من البطالة، والنساء اللواتي تُعرقلهنّ عقبات كبيرة في المشاركة ضمن القوى العاملة نتيجة الفوارق بين الجنسين. بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاعات الاقتصاد الرئيسية الهامة من أجل التنمية الوطنية تعاني من قلّة العمالة المؤهلة، ويعود ذلك بشكل مباشر على قصور نظام التعليم والتدريب التقني والمهني الحالي.

 
 
 
 

النهج المقترح

حتى يعالج الأردن هذه المسائل الملحّة، يتعين عليه القيام بإصلاح شامل واستراتيجي لنظام التعليم والتدريب التقني والمهني لديه، ويجب أن يرمي هذا الإصلاح إلى جعل هذه النظام أكثر استجابةً لاحتياجات السوق، بالإضافة إلى تحديث المنهاج وتوسيع نطاق التدريب وتحويل المفاهيم المجتمعية لترفع من قيمة الوظائف المهنية. كما ينبغي أن تتضمن المبادرة تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لإطلاق أعمالهم أو ابتكاراتهم ضمن نطاق مجالاتهم بدعم من خدمات التمويل المصغر وحاضنات الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، بالتعاون مع المشاريع الخاصة المحلية والعالمية، يعد من الضروري تجديد منهاج برامج التعليم والتدريب التقني والمهني، وذلك من أجل دمج المهارات الرئيسية والمعرفة الرقمية والريادة والتقنيات المستدامة. كما أن التطوير المهني لمرشدي برامج التعليم والتدريب التقني والمهني يُعد أمرًأ مهمًا لسد الثغرات في جودة التعليم المهني.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد المبادرات الرامية لتحسين الإتاحة وتعزيز الشمولية بين الجنسين في برامج التعليم والتدريب التقني والمهني أمرًا إلزاميًا، وينبغي على هذه المبادرات أن تهدف إلى جعل التدريب المهني متاحًا ومناسبًا بصورة أكبر، خصوصًا للنساء واللاجئين والأفراد القادمين من المجتمعات الأقل حظًا، مما يمكنهم من تطوير مهاراتهم بما يناسبهم. إن دمج برامج التعليم والتدريب التقني والمهني ضمن التطوير الاقتصادي واستراتيجيات التوظيف في الأردن، بالإضافة للمراقبة والتقييم المنتظم، يعد أمرًا أساسيًا لضمان توافق مخرجات هذه البرامج مع احتياجات سوق العمل. وأخيرًا، قد يُساهم إطلاق حملة وطنية لتحويل المفاهيم لدى المجتمع وأصحاب العمل حول التعليم المهني والاحتفاء بقصص النجاح لخريجي برامج التعليم والتدريب التقني والمهني بشكل كبير في الارتقاء بحالة التدريب المهني في الأردن. وسيتمكن الأردن من خلال هذه الإجراءات من تحسين إمكانية توظيف شبابه ومعالجة الفوارق بين الجنسين في سوق العمل وتعزيز القوة الاقتصادية. كما يتطلب من الحكومة والقطاع الخاص والشركاء العالميين دمج جهودهم من أجل إعادة تصوّر وإحياء برامج التعليم والتدريب التقني والمهني لبناء مستقبل عامر.

 
 

مركز الأفكار

قدمنا مجموعة من الحلول الفعّالة لكل من القطاعات الأربعة المختارة كمصدر إلهام، ولكن يتم تشجيع الأصالة والحلول الفريدة بشدة.

يمكنك استخدام هذه الأفكار كنقطة بداية، لكننا نحثك على التفكير خارج نطاق تفكيرك. استعدادًا للهَكَثون، لنطلق معًا بأفكار استثنائية وسباقة وقادرة على إحداث تحوّل نوعي في القطاع الصناعي الأردني. اكتشف الآن