شعار
accessibility

التوزيع غير المتوازن لعوائد قطاع السياحة في الأردن


 
 

المقدمة

يتمتع الأردن بسحر خاص، حيث يحتل مكانة رفيعة كوجهة سفر تحظى باعتراف عالمي، بفضل تراثه التاريخي العريق وتضاريسه الطبيعية الآسرة وتقاليده الثقافية المتنوعة. رغم ذلك، تُخفي هذه السمات تحديًا يهدد التوزيع العادل لعوائد القطاع السياحي بين أفراد المجتمع، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، منطقة البحر الميت التي تحتاج إلى نهج أكثر شمولًا لخدمة المجتمعات المحلية وتكاملها بشكل أفضل، ومن المؤسف أن هيمنة الفنادق والمنتجعات الكبيرة، التي تشكل أهمية بالغة لجذب السياح من الخارج، تؤدي إلى توزيع غير عادل للمكاسب الاقتصادية، وهذا الخلل في التوازن ينعكس سلباً على المجتمعات المحلية، ويحد من فرص مشاركتها في صناعة السياحة المزدهرة والاستفادة منها.

 
 

التحديات

كثيراً ما يتجاهل النموذج الحالي المساهمات المحتملة للمجتمعات المحلية في تجربة السياحة، بما في ذلك التبادلات الثقافية الأصيلة والمبادرات السياحية الفريدة التي تقودها محلياً. ونتيجة لذلك، تواجه هذه المجتمعات التهميش الاقتصادي، مما يؤثر على سبل عيشها ويخاطر بفقدان التراث الثقافي وفرص التنمية المستدامة.

غالبًا ما يُهمِل نظام السياحة الحالي دور المجتمعات المحلية في إثراء تجربة الزوار، حيث يتم التغاضي عن مساهمتها القيّمة في التفاعلات الثقافية والمشاريع السياحية المبتكرة والمحلية. جراء ذلك، تصطدم هذه المجتمعات بجدار التهميش الاقتصادي، ما يُهدد سبل معيشتها، وفقدان التراث الثقافي وفُرص التنمية المستدامة. واليوم يزداد الوعي بضرورة دمج هذه المجتمعات على نحو فاعل في سلسلة القيمة السياحية، وذلك من خلال مبادرات تنموية تعزز من إمكاناتها في مجال الضيافة وإدارة المشاريع، بالإضافة إلى توفير الدعم المالي الموجه؛ كالقروض الصغيرة وتقديم مِنَح لدعم المشاريع السياحية المحلية، بالإضافة إلى تعظيم أثر هذه الجهود من خلال شراكات تُبرز العروض المحلية وانسجامها بفعالية مع متطلبات وتوقعات السوق السياحية.

 
 
 
 

النهج المقترح

وتستدعي معالجة هذه القضايا تضافر الجهود من أجل التحول إلى نموذج سياحي أكثر شمولاً يعترف بالمساهمات المحلية، مما يضمن التوزيع العادل للمنافع ويعزز التنمية السياحية المستدامة بقيادة المجتمع المحلي. ولا يسعى هذا النموذج الجديد إلى التخفيف من الآثار السلبية على المجتمعات المحلية فحسب، بل يسعى أيضًا إلى إثراء التجربة السياحية للزوار، وخلق قطاع سياحي أكثر حيوية ومرونة في الأردن.

ومن أجل معالجة هذه القضايا ودفع عجلة قطاع السياحة في الأردن نحو النمو المستدام، من الضروري اتباع نهج يجمع بين الاستراتيجيات القصيرة والطويلة المدى. على المدى القصير مثلاً، يُعد تعزيز القدرات وتعليم المجتمعات المحلية بما يلائم متطلبات السوق بمثابة خطوة أساسية، تشتمل على إقامة برامج تدريب متخصصة في مجالات الضيافة، المهارات اللغوية، إدارة الأعمال، وتعليم القراءة والكتابة رقميًا، كل ذلك من أجل دعم السكان المحليين ليكونوا فاعلين في مجال السياحة، إضافةً إلى ذلك، من الضروري تطوير برامج وتقديم منح للتمويل الأصغر تهدف إلى دعم رواد الأعمال المحليين لتنفيذ مشاريع سياحية صغيرة تسهم في تعزيز الخبرات السياحية القائمة على المجتمعات، وتلبية احتياجات السوق الحالية.

لضمان الاستدامة على المدى الطويل، يعتبر تطوير وتطبيق السياسات الحكومية والأطر التنظيمية التي تعزز توزيع المنافع السياحية بشكل عادل أمرًا بالغ الأهمية. وينبغي لهذه الأطر أن تحفز على التعاون بين القطاعات التجارية والمجتمعات المحلية، وأن تضمن مشاركة هذه المجتمعات بفاعلية في مشاريع التنمية السياحية. هذا وإن تعزيز أنماط السياحة المستدامة التي تركّز على إشراك أفراد المجتمع المحلي وتوزيع العوائد بشكل متوازن يعتبر أمرًا جوهريًا، مما يساعد في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والثقافي والبيئي لهذه المجتمعات، كما يُعتبر الاستثمار في التكنولوجيا وتحديث البنية التحتية محورًا رئيسيًا لتسويق المنتجات المحلية بكفاءة أكبر، ويشمل ذلك تطوير منصات إلكترونية للحجز المباشر، بالإضافة إلى تسويق الحرف اليدوية.

ويضمن هذا النهج الاستراتيجي تحقيق نمو اقتصادي شامل عبر إيجاد توازن بين العرض والطلب في السوق المحلية، بالإضافة إلى رفع مستوى تجربة الزوار السياحية من خلال تعزيز التبادلات الثقافية الأصيلة وبالتالي تمييز السياحة الأردنية وإبرازها بشكل فعّال على الخارطة العالمية. إلى جانب ذلك، يعمل قطاع السياحة الذي يرتكز على انخراط المجتمع المحلي والتوزيع العادل للعوائد على ضمان الثبات والاستدامة للمستقبل، كما ويساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للمملكة الأردنية باقيًا للأجيال القادمة وبطريقة فعّالة.

 
 

مركز الأفكار

قدمنا مجموعة من الحلول الفعّالة لكل من القطاعات الأربعة المختارة كمصدر إلهام، ولكن يتم تشجيع الأصالة والحلول الفريدة بشدة.

يمكنك استخدام هذه الأفكار كنقطة بداية، لكننا نحثك على التفكير خارج نطاق تفكيرك. استعدادًا للهَكَثون، لنطلق معًا بأفكار استثنائية وسباقة وقادرة على إحداث تحوّل نوعي في القطاع الصناعي الأردني. اكتشف الآن