المقدمة
يعد الأردن، المعروف بتراثه العريق ومناظره الطبيعية الآسرة، محط أنظار الملايين الذين يقصدون المعالم السياحية الشهيرة مثل البتراء -المدينة الوردية- ووادي رم والبحر الميت، غير أن هذه المعالم الأثرية تواجه تحديات ناجمة عن السياحة المفرطة، والتي تتمثل بالازدحام الكثيف، وتلوث البيئة وسوء تجارب الزوار، على سبيل المثال، شهدت مدينة جرش إقبالاً واسعاً تمثل بزيارة نصف مليون شخص في عام ٢٠٢٣، وهو ما يمثل نسبة كبيرة من الإقبال السياحي على الأردن ككل، بينما استقبلت أم قيس، التي تلقى اعترافاً من منظمة السياحة العالمية، نحو ١٠٠ ألف زائر فقط، مما يعكس خللًا في توازن توزيع الزيارات، والذي يؤدي إلى تحميل البنى التحتية والبيئات الطبيعية ضغوطًا شديدة، الأمر الذي يضع البتراء أمام خطر خسارة مركزها المميز كموقع تراثي عالمي تابع لليونسكو.